بعد مدة تحركن عائدين إلي منزلهن لتبدأن بالتحضير للعزيمة الذي دُعي إليها أحمد وحسن وطارق خطيب رانيا وأيضاً حضر إيهاب وزوجته وأطفاله من السفر خصيصاً للإحتفال بنجاة شقيقته وشفائِها
حضر حسن ومعهُ هدايا قد أحضرها إلي الجميع بمناسبة ذاك الخَبر السعيد، وحضر الجميع عدا من كانت بإنتظارهِ علي أحر من الجمر، كانت تقف متوترة مرتدية أجمل وأرق ثيابها في مظهر يدعوا للإنبهار وكأنها تحولت وتبدلت بفضل سعادتِها فور إستماعها إلي خبر شفائها
وقفت رانيا بجانبها وتحدثت بدعابه :
_ الجميل واقف متوتر ليه، مستنية حد مُعين ؟
إرتبكت بوقفتها وتحدثت بنبرة خجلة :
_ وأنا هرتبك ليه، وبعدين حد مين ده اللي أنا هستناه .
ضحكت رانيا وتحدثت بدُعابة :
_حد كدة حليوة طول بعرض وكل ما بيشوفنا عيونه بطلع قلوب وتملا المكان وتفضحه.
نظرت لها سريعً وتساءلت بإرتباك :
_تقصدي مين بكلامك ده يا رانيا ؟
أجابتها بوضوح:
_ اقصد الدوك يا قلب رانيا.
إبتلعت لُعابها بتوتر ظهر علي ملامحها، وهُنا أتي طارق خطيب رانيا وتحدث إليها بدُعابه:
_ أظن كده يا أستاذة مبقاش ليكي عذر لتأجيل الجواز تاني، أمل وربنا شفاها وبقت زي الفل قدامك أهي.
ضحكتا الفتاتان وتحدثت أمل لمداعبته :
_ أنا كده عملت اللي عليا معاكم وزيادة
ثم تحدثت بنبرة جادة متأثرة بتأسف :
_انا حقيقي أسفه علي كل اللي حصل لكم بسببي.
أجابها طارق بإحترام :
_ما تقوليش كده يا أمل، مين أصلاً كان هيجي له نفس يفرح وإنتِ تعبانه بالشكل كده، الحمدلله كابوس وعدي .
أردفت رانيا قائلة بسعادة :
_الحمدلله.
دق جرس الباب فأنتفض قلبها فغمزت لها رانيا وتحدثت بغمزة من عيناها :
_ روحي يا مولي شوفي مين علي الباب .
تحدث طارق برجوله:
_خليكي إنتِ يا أمل أنا هفتح.
أوقفه صوت رانيا التي جذبته من يده قائلة:
_ تعالّ بس رايح فين، ده أنا عوزاك في موضوع مهم أوي .
ضحكت أمل علي مرح شقيقتها وتحركت نحو الباب وفتحتهُ ، إنتفض قلبها وصار يدقُ كطبول الحرب من شدة وسامة ذاك الجذاب المبتسم وهو وينظر لها بعيون تكادُ تلتهمها،
سألتهُ متلهفة:
_إتأخرت ليه، ورق العنب قرب يبرد .
أجابها بنبرة هادئة وعيناي سعيدة :
_ورق العنب ما بتظهرش طعامته وحلاوته غير وهو بارد .
إبتسمت له وبسط هو ذراعيه ليقدم لها باقة الزهور التي بيده قائلاً بإحترام :
_إتفضلي
إبتسمت له وتناولتها منها وأشارت بيدها للداخل :
_إدخل، الكل مستنيك جوة.
غمز لها بعيناه وأردف قائلاً بحديث ذات مغزي:
_عقبال ما يستنوني وأنا جاي ومعايا اللي هيوصِل الفؤاد ويحقق لي حِلمي.
خجلت من تلميحاته ودلف هو للداخل، تحرك إليه إيهاب وقابلهُ بترحاب وابتسامة سعيدة قائلاً :
_مهما حاولت أشكر حضرتك مش هوفيك حقك علي اللي عملته مع أمل.
إبتسم له وتحدث بتواضع :
_أنا معملتش غير واجبي والشفا من عند ربنا سبحانه وتعالي
واسترسل بيقين:
_هو الوحيد اللي يستحق إننا نحمده ونشكر فضله علينا .
أجابهُ إيهاب وهو يلف ذراعهُ حول شقيقته بحماية وتحدث بحنان وهو ينظر لها :
_ونعم بالله، إنتَ أصلك مش عارف إنتَ رجعت لنا إيه، إنتَ رجعت لنا روحنا من جديد.
إبتسمت لشقيقها وشددت من إحتضانه تحت إستشاطة أحمد وفوران مشاعره وهو يري حبيبته داخل أحضان غيره، نعم إيهاب شقيقها الحنون ولكن- هو أناني بعشقه يريدها بكل ما فيها لحاله وفقط
تحدثت أمل لشقيقها بعيون متأثرة :
_ ربنا يخليك ليا يا حبيبي.
هُنا أتت ندي زوجته التي تحدثت بدُعابه :
_هي بقت كده يا أستاذ، أحضان وبوس كده عيني عينك من غير ما تعمل لوجودي أي حساب ؟
ثم نظرت إلي أحمد الواقف والغيرة ظاهرة عليه وتحدثت :
_ يرضيك اللي بيحصل ده يا دكتور؟
وتسائلت بإستفسار :
_مش دكتور أحمد بردوا ؟
أجابها بإبتسامة خفيفة :
_أيوة يا أفندم .
سحبها إيهاب هي الأخري ولف ذراعهُ الآخر عليها بحماية ووجه حديثهُ إلي أحمد قائلاً :
_دي بقي يا سيدي تبقا نصي الحلو، بل كُلي الحلو اللي مشاركاني حياتي ومنوراها.
إبتسم أحمد وتحدث إلي تلك الزوجة والتي تخطت سعادتها عنان السماء جراء إستماعِها لحديث زوجها الذي نزل علي قلبها وزلزلهُ :
_اهلا وسهلاً يا أفندم، إتشرفت بمعرفة حضرتك.
ردت عليه وشكرته وتحدث إيهاب الذي تحرك بزوجته قائلاً بإشارة من كف يده :
_إتفضل يا دكتور.
أخذ إيهاب زوجتهُ وتحرك أمامهُما
في حين إقترب أحمد منها وهمس بجانب أذنها مُحذراً إياها بهدوء :
_لو شفتك في حضنه بالشكل ده تاني هتتعاقبي علي فكرة، أنا راجل غيرتي نار ومبحبش حد يلمس جواهري، مرة تانية مش هعديها لك، فخلي بالك من غيرة العاشق لأن شرارتها بتدمر وأكيد هتطولك وهتحرقك .
قال كلماته وتركها وتحرك إلي سَحر يلقي عليها التحية، كانت تنظر لظهرة بقلبٍ يصرخ يريد إحتضان ذلك العاشق المجنون، نعم.أحبته وبدأت بالتعلق به، ليس لأنه طبيبها الذي ساعدها كثيراً، وليس لأنهُ الشخص الوحيد الذي دعمها وأجبرها بإستماتة علي التمسك بالحياه
ولكن لشخصة الراقي ولرقة قلبه وعذوبة لسانه الرطب، لقلبهِ الحنون الملئ بالحب لها وللجميع، لإنسانيته وخلقه وأيضاً رجولتِهْ، بالإضافة إلي مظهره الذي يجذب أي آنثي تقع عليهِ عيناها
بعدما ألقي التحيه والسلام علي الحضور، إلتف الجميع حول الطاولة المليئة بأصناف الطعام المتعددة التي صنعتها سحر وإبنتيها وندي إحتفالاً بتلك المناسبة الجميلة، كان يجلس بجوارها
همست له قائلة بمغزي :
_ علي فكره، ورق العنب ده من صنع إيديا
نظر لها مضيق العينان ثم تحدث مُداعبً إياها ليستفزها :
_ ده بجد ولا هتطلع ماما هي اللي عملاه وإنتِ بتقولي كده علشان تجُري رِجلي .
قطبت جبينها وتسائت مُستغربه :
_ إيه أجُر رِجلك دي كمان ؟
أردف قائلاً بنبرة دُعابيه :
_ آه تجُري رِجلي ، طبعاً تلاقيكي قُولتي لنفسك ده دكتور حليوة طول بعرض ودمه زي الشربات، أما أجُر رِجلة بطاجن ورق العنب بالموزة اللي هو بيعشقه ده
هزت رأسها وتحدثت بنبرة رخيمة مصطنعة :
_ مغرور أوي حضرتك.
إبتسم بخفة وأجابها بنبرة حنون :
_ مغرور بحُبك يا أمل، ده أنا بحُبك ملكت الكون بحاله، إزاي عوزاني ما أكونش مغرور
إبتلعت لُعابها بفضل نظرات عيناه الهائمة التي تكاد من فرط السعادةِ تصرخُ
أما ذاك الحسن الذي همس بجانب آُذن حبيبته الجالسه بجواره قائلاً بلوم :
_ مش لو كُنتي سمعتي كلامي ووافقتي إني أجي أفاتح أولادك إمبارح في موضوع جوازنا كان زمان مائدة العشا العظيمة دي علي شرف جوازنا، مش قرديحي كده.
ضحكت بخفة وتحدثت بنبرة خجِلة :
_ وبعدين معاك بقا يا حسن، إنتَ مش ناوي تعقل بقا
هو حُبك خلي فيا عقل يا سحر هانم، جملة قالها بعدم صبر
نظر أحمد إلي كارما التي تتناول طعامها وهي تتناقل النظر بين الجميع بإستغراب، فكُلٍ يجلس بجانب حبيبهُ ويتبادلا النظرات والهمس ويضحكا في هدوء
تحدث إليها قائلاً :
_ منورة القعدة والله يا كوكي.
إبتسمت له وتحدثت بأدب:
_ ميرسي يا أنكل.
نظرت أمل إلي أحمد وهتفت بنبرة صوت إستمع لهُ الجميع:
_ دكتور أحمد، أنا عاوزة أتطوع في المركز علشان أقدر أساعد الحالات الموجودة عندكم
نظر لها بسعادة بالغة لسببين، أولهما هو تأكدهُ من إنسانية تلك الجميلة التي إختارها لتكون شريكة لحياته القادمة، والسبب الآخر هو أنه وبتلك الخطوة سيستطيع رؤيتها وإشباع عيناه من طلتها البهية يومياً
أجابها بنبرة عاقلة متجنبً حالة قلبهُ الصارخ من سعادته :
_ أنا موافق وأكيد معنديش أي مانع بالعكس ، بس الأول خدي لك إسبوعين راحة سافري فيهم لأي مكان هادي وحاولي تستجمي وتصفي ذهنك
هزت رأسها بنفي قائلة بتصميم :
_ أنا راحتي هتكون في إني أقدر أساعد غيري وأنقل لهم تجربتي مع المرض اللي أكيد هتبث جوا روحهم العزيمة والأمل
نظر لها الجميع بفخرٍ وأعتزاز ووافقوها الرأي داعمين خطوتها النبيلة تلك ، وأكملوا سهرتهم وهم يتبادلون الأحاديث الشيقة في ما بينهم، قضي الجميع سهرة سعيدة بوجود الأحباء والأصدقاء ثم إنصرف كُلٍ علي جهته
عاد أحمد إلي منزله بوجهٍ وقلبً هائمان تحت إستغراب والديه
مرت ستة أشهُر أخري، توطّدت بها علاقة أحمد بأمل حتي أنها وصلت للعشق الجارف من الطرفين وبرغم هذا إلا أنها كانت تتهرب منه ومن مصارحتهِ بالإعلان عن عشقها لهْ في كل مرة يسألها بها عن حقيقة مشاعرها تجاههُ ويتوسلها بأن تعترف لهُ بعشقها الذي يراهُ داخل عيناها كُلما هل عليها
لكنها أبت بل ورفضت عرضهُ حيث أنهُ أبلغها بإنتوائهِ التحدث مع عائلتهُ بشأن زواجهُ منها فور ظهور نتيجة الفحص الذي سيجريهُ لها بعدما مّر علي شفاؤها ستة أشهر كاملة، لكنها رفضت وبشدة مما أحزنهُ واضطرهُ لتغيير إستراتيچية التعامل معها
داخل مركز العلاج الخاص بدكتور أحمد
دلف إلي إحدي غُرف مرضاه لمتابعة حالتها، إنتفض قلبهُ عِندما وجد أمل تجاور تلك المريضة الشابة التي تبلغ من العُمر ثلاثةً وعشرون عاماً وتمتلك الكثير من جمال ملامح وجهها وتُدعي ريتال
نظر أحمد إلي أمل بلا مبالاة متجاهلاً إياها وسألها بنبرة جادة بعدما إنتوي بينهُ وبين حالهُ إجبارها علي الأعتراف بعشقه :
_ التحاليل بتاعة ريتا وصلت من المعمل؟
حزن داخلها من معاملته الجافة علي غير العادة، ثم أجابته وهي تسحب ذاك الملف من فوق المنضدة الصغيرة وناولته إياه قائلة بنبرة عملية :
_ وصلت من حوالي ساعة يا دكتور ، إتفضل
بسط ذراعهُ وتناولها منها دون النظر إلي عيناها مما ألمها ، ثم نظر إلي التقارير بدقة وتركيز وظهرت علي ملامح وجههِ شبح إبتسامة وهو ينظر إلي المريضة وهتف بنبرة حماسية:
_ برافوا ريتا، التقرير بيقول إن جسمك بيستجيب للعلاج بطريقة هايلة
أجابتهُ ريتا بإستحسان وإبتسامة تفاؤل :
_ الفضل يرجع لك يا دكتور إنتَ وأمل ودعمكم النفسي المتواصل ليا
إبتسم لها ثم تحدث بيقين :
_ الفضل كله يرجع لـ ربنا سبحانه وتعالى ثم إصرارك وقوة عزيمتك كمحاربة قوية
شكرته ريتا ثم تحرك إلي الخارج دون إضافةأي كلمات آُخري تاركً تلك المصدومة في حيرة من معاملته تلك، مما جعلها تُسرع وتتحرك خلفهُ داخل رواق المركز حيث أوقفهُ صوتها الذي خرج غاضبً رُغمً عنها جراء تجاهلهُ قائلة بنبرة حادة:
_دكتور أحمد
توقف عن الحركة وأبتسم بخُبث حيث أنه راهن لذاتهِ أنها ستلحقهُ وها قد حدث ما توقع
إلتف بجسدهِ وتحدث إليها بنبرة جادة بعدما رسم علي ملامح وجههُ الجمود:
_ فيه حاجة؟
إبتلعت لعابها من شدة خجلها ثم إستجمعت حالها وهتفت بإستفسار:
_ هو أنا عملت حاجة زعلت حضرتك مني ؟
قطب جبينهُ بإصطناع وسألها بنبرة لئيمة:
_ ليه بتقولي كده؟
إرتسم الحزن فوق ملامحها ونظرت إليه بإنكسار أدمي قلبهُ، زفر بهدوء ولام حالهُ عندما شاهد حُزنها، ثم أردف قائلاً بنبرة جادة بعدما لانَ قلبه :
_ تعالي نتكلم عندي في المكتب
تحركت بجانبه ودلفا معاً إلي الداخل وتحرك هو إلي مكتبه وجلس فوق مقعده المخصص له وذلك بعدما أشار لها وانتظرها حتي جلست أولاً
نظر لها بألم وسألها بإستفسار واهن :
_ إنتِ عاوزة إيه مني بالظبط يا أمل ؟
لا إنتِ اللي راضيه تريحي قلبي وتوافقي علي جوزانا، ولا إنتِ اللي مرتاحة لبعدي عنك وتجنبي ليكِ
وسألها مُستفسراً:
_ما تقولي لي يا بنت الناس إية اللي يرضيكي علشان ترتاحي وتريحي قلبي اللي تعبتيه معاكِ؟
نظرت إليه بضعف وعيناي صارخة تائهة ، فتحدث هو مستعطفً إياها بعيناه:
_وافقي يا أمل، وافقي
هزت رأسها برفضٍ قاطع وتحدثت بنبرة متألمة وملامح وجه حزينة مستسلمة:
_ مينفعش يا أحمد، اللي بتطلبه مني ده مستحيل
رد عليها بنبرة حادة:
_ المستحيل هو إننا نبقي بنحب بعض وعاوزين بعض وإنتِ ترفضي لأسباب تافهه
هزت رأسها وتحدثت شارحة بعيناي حزينة تتألم :
_ أرجوك يا أحمد حاول تفهمني، أنا واحدة مُطلقة وعندي طفلة، وكنت مريضة بمرض مُميت ومُعرضه إنه ممكن يرجع لي في أي وقت تاني ويقضي عليا
واسترسلت شارحة:
_وإنتَ واحد ما سبقلكش الجواز قبل كده، ده غير إنك شاب ناجح في حياتك ومليون بنت تتمناك
صاح بها وهتف بنبرة حادة:
_ وأنا مش عايز حد ولا بتمني غيرك إنتِ،
إفهمي بقا يا أمل ، أنا عمر قلبي ما دق ولا إتخطف لحد غير لما شافك
وأكمل بنبرة حنون صادقة وعيناي هائمة :
_ أنا ما صدقت لقيتك، إزاي عوزاني أسيبك واتخلي عن أحلامي بعد ما كنت قربت أفقد الأمل في إني ألاقيها وألاقيكي
نظرت إليه وأردفت بإستعطاف بنبرة متألمة توحي بمّدي ألم روحها وتشتتها :
_ بلاش يا أحمد، لو فعلاً بتحبني بجد زي ما بتقول وإني غالية عندك يبقا بلاش تحطني في الموقف المحرج ده،
وأكملت بتأكيد:
_ أهلك عمرهم ما هيوافقوا عليا ولا هيتقبلوا ظروفي الإجتماعية ولا هيتقبلوا حالتي
نظر لها بتدقيق وهتف بنبرة حنون:
_ ملكيش دعوة بالموضوع ده، أنا كفيل إني اقنعهم بيكِ وبظروفك،
وأكمل ليطمأنها:
_ علي فكره،أنا أهلي أبسط من كدة بكتير، زائد إنهم بيثقوا فيا وفي إختياراتي وعارفين إني أكيد هختار صح
واسترسل بنبرة رجُل عاشق:
_ وافقي وانا مستعد أحارب الدُنيا كلها علشانك
هزت رأسها من جديد رافضة حديثهُ وهتفت بنبرة مشتته:
_ وأنا لا يمكن أقبل إني أكون سبب في إنك تعادي أهلك وتحاربهم علشاني يا أحمد
إبتسم لها وتحدث بنبرة حنون موضحً لها الأمور :
_ سبق وقولت لك إن أهلي عقلهم أكبر وأوعي من ما تتخيلي،
وأكمل بنبرة حنون:
_ أبويا وأمي كُل أمنيتهم في الحياة إنهم يشفوني مستقر في حياتي ومتجوز وليا أسرة
وأسترسل بنبرة صادقة:
_ أنا مش هنكر إن ممكن أواجه بعض الصعوبات في إقناعهم بظروفك الإجتماعية، لكن أنا كفيل بإني أقنعهم ومتأكد إنهم بمجرد ما يشفوكي ويقعدوا معاكِ هيحبوكِ وهيغيروا رأيهم فوراً، وهيلمسوا فيكِ أمل الإنسانة
نظرت إليه بتردد فمال برأسهِ متوسلاً إياها بعيناه وهتف برجاء:
_وافقي إنتِ بس وسيبي الباقي عليا
نظرت إليه بحيرة ثم تنهدت بإستسلام وهزت رأسها بموافقة وأبتسامة لطيفة ظهرت علي شفتاها، مما جعلهُ يأخذ نفسً عميقً كما السجين الذي كان ينتظر الحكم عليه وأخيراً نطق القاضي ببرائته
كاد قلبهُ أن يتركهُ ويجري عليها ليحتضنها، إنتفضت سريعً من جلستها وأسرعت نحو الباب متجهه إلي الخارج تحت خجلها الشديد وسعادتهُ التي لا تُوصف
في اليوم التالي ظهرت نتيجة الفحص، حيثُ قام أحمد بإرسال عينة لها للفحص جيداً داخل إحدي معامل التحليل الموثوق بها وتأكد من عدم ظهور المرض مرة أخري مما طمأن قلبهُ علي غاليتهُ، تحت سعادتها التي تخطت عنان السماء هي وأسرتها
يتبع